التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أبريل 25, 2024

العلاقات العربية الإسرائيلية: مصيرية، تُخالف خيارات شعوب المنطقة 

تتفاعل اللقاءات العربية الإسرائيلية، لتكون أكثر جدية وعلنية. فلا يكاد الإعلام الإسرائيلي يعلن عن لقاء حتى يتبيَّن أنه جرى ضمن سلسلة من اللقاءات المشتركة. في حين باتت هذه العلاقة بين تل أبيب وأطراف عربية، مصيرية، لربطها بنفس الأهداف. لكنها حتما لا تلقى ترحيب الشعوب العربية والإسلامية الرافضة لهذه العلاقات. فماذا في الفضيحة الأخيرة حول لقاء نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بمسؤولين عرب في بروكسل؟ وما هو تاريخ أهم هذه العلاقات التي لم تخلو من المديح المشترك؟ وكيف يمكن ابراز دلالات ذلك؟

نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ولقاءه مسؤولين عرب في بروكسل

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن نائب رئيس الأركان الإسرائيلي، يائير غولان التقى في بروكسل رؤساء أركان دول عربية على هامش مؤتمر لحلف الناتو. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي انعقاد الإجتماع مع المسؤولين العرب رافضاُ الإدلاء بتفاصيل حول محتواها. وشارك في الإجتماع حسب الصحيفة الإسرائيلية، رؤساء أركان مصر والأردن والبحرين والكويت والمغربب وتونس وغيرها.

المديح العربي الإسرائيلي المتبادل: شواهد سريعة

خلال العام الماضي 2016، خرجت العديد من الإشادات المتبادلة بالعلاقات الثنائية على لسان العديد من المسؤولين الإسرائليين والعرب. وهنا أهمها:

– في 21 نيسان 2016، أشاد نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي جنرال يائير غولان، بالتعاون العسكري بين بلاده ومصر من جهة والأردن من جهة أخرى. وأكد غولان أن التعاون العسكري بين هذه الأطراف وثيق حالياً بشكل لم يسبق له مثيل، خاصة في المجال الإستخباري والأمني بحسب ما نقلته الإذاعة الإسرائيلية.

– خلال شهر أيار 2016 دعا رئيس جهاز الإستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل، الى توسيع التعاون العربي مع الكيان الاسرائيلي لمواجهة ما اعتبره تحديات مُشتركة لا سيما التعاظم الإيراني. جاء كلامه خلال مناظرة جمعته بمستشار الأمن القومي السابق للحكومة الإسرائيلية، الجنرال يعقوب أميدرور، نظمها “معهد واشنطن للسياسات الشرق الأدنى” والتي خرجت بتوصيات حول ضرورة بناء التعاون الوثيق بين الكيان الإسرائيلي ودول العالم العربي.

العلاقات العربية الإسرائيلية: نظرة سريعة الى تاريخها

عدة دولٍ تجمعها بالكيان الإسرائيلي سنوات من التنسيق والعمل المشترك. وهنا سنُسلط الضوء على أهمها وبشكلٍ موجز:

البحرين

تعود قصة العلاقات السرية بين البحرين والكيان الإسرائيلي إلى العام 1994 حين زار وزير البيئة الإسرائيلي في حكومة رابين “يوسي ساريد” العاصمة البحرينية المنامة على رأس وفد دبلوماسي رسمي للمشاركة في المناقشات الإقليمية حول القضايا البيئية. وكانت الزيارة جزءاً من مشروع عملية السلام المتعدد الأطراف والتي بدأت بعد انعقاد مؤتمر مدريد عام 1990. واستمرت العلاقات بين الطرفين حتى أيامنا هذه حيث كان آخرها في أيلول من العام المنصرم، حين شاركت المحامية “هيا آل خليفة” سفيرة البحرين السابقة في فرنسا والعضو في الأسرة البحرينية الحاكمة إلى جوار زعيمة حزب كاديما الإسرائيلي “تسيبي ليفني” في مؤتمر حول الخطر الإيراني تحت عنوان “مُتحدون ضد إيران نووية” والذي أقيم في أوتيل روزفيلت في مدينة نيويورك الأمريكية.

مصر

بدأت العلاقات عام 1973 مع توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية بعد اتفاقية كامب ديفيد حيث تم إقامة علاقات دبلوماسية بين الطرفين وأصبحت لمصر سفارة في تل أبيب وقنصلية في إيلات، وللكيان الإسرائيلي سفارة في القاهرة وقنصلية في الإسكندرية. ولم يكتف التعاون لينحصر في المجال السياسي والدبلوماسي بل تعداه ليكون في مجال العلاقات التجارية، حيث وقعت مصر في العامم 2004 اتفاقية “الكويز” مع كلٍ من أمريكا والطرف الإسرائيلي، والتي تُمكن المنتجات المصرية الدخول إلى السوق الأمريكية دون تعرفة جمركية شرط استخدام نسبة 11.6% من المكوناتت الإسرائيلية في تصنيعها! وفي عام 2005 وقعت الحكومة المصرية اتفاقية تصدير الغاز المصري للكيان الإسرائيلي والتي تقضي بتصدير 1.7 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز الطبيعي لمدة 12عاماً!

الأردن

بدأت العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الأردن وتل أبيب عام 1994 عند توقيع معاهدة السلام بين البلدين. قبل هذه المعاهدة كان بين البلدين علاقات لم تكن علنية، فيما سبق معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية لقاء عُقد في واشنطن قبل ذلك بثلاثة أشهر بين الملك حسين ورئيس الوزراء الإسرائيلي حينها يتسحاق رابين، حيث أعلنا انتهاء حالة الحرب بين بلديهما.

دلالات وتحليل

عدة دلالات يمكن الوقوف عندها كما يلي:

أولاً: يبدو واضحاً أن الكيان الإسرائيلي دائماً يُركز على الجانب الأمني والإستخباري في العلاقات. وهو ما يتردد على لسان المسؤوليين الإسرائيليين. الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبيرة حول حجم الثقة المتبادلة، والتي تشاركها هذه الأطراف العربية مع أعداء الشعوب العربية والإسلامية.

ثانياً: إن عُمق العلاقات بين بعض هذه الأطراف والكيان الإسرائيلي، يدل على وجود مصالح استراتيجية قديمة، وليست ظرفية حالية. الأمر الذي يجعل هذه الأنظمة بأغلبها بعيدة عن القبول الشعبي لها، في كافة أنحاء العالمين العربي والإسلامي.

ثالثاً: إن هذا الرفض والتناقض بين الأنظمة والشعوب، هو السبب خلف وجود حالة شعبية تغييرية في أغلب الدول العربية، الأمر الذي يُبرر سبب الدعم الإسرائيلي لأغلب الأنظمة لا سيما في البحرين والسعودية ومصر والأردن واليمن والخ..، ووقوفها الى جانبها ضد شعوبها.

رابعاً: يبدو واضحاً أن العلاقة بين هذه الأطراف وتل أبيب علاقة مصيرية، وبالتالي فإن لها نتائج معروفة. وهي التنسيق الدائم وأخذ نفس الخيارات. الأمر الذي يجعل هذه الدول في خانة العداء لشعوب العالمين العربي والإسلامي. حيث تؤمن هذه الشعوب بخيار المقاومة، الأمر الذي سيجعلها تنتصر على أنظمتها وعلى الكيان الإسرائيلي معاً.

خامساً: إن جعل شعارات “التعاون الإستراتيجي” و “التعاون المشترك ضد إيران” لتكون عناوين اللقاءات والمؤتمرات المشتركة، يُثبت أن الجمهورية الإسلامية تقف على الجانب الصحيح في الصراع العربي الإسرائيلي، وبالتالي فهي تُناصر الشعوب العربية وخيارات الأمة الإسلامية. مما يجعلها ملجأ هذه الشعوب بشكل طبيعي.

إذن تمضي العلاقات العربية الإسرائيلية على حساب الشعوب في العالمين العربي والإسلامي. علاقاتٌ سيكون مصيرها الفشل أمام خيارات الأمة المقاومة. في حين باتت هذه العلاقات مصيرية، لكنها تُخالف خيارات شعوب المنطقة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق