التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مارس 29, 2024

خروج بريطانيا؛ القارة العجوز الى أين؟ 

تواجه أوروبا اليوم خطراً جيوسياسياً وتفككاً للاتحاد الأوروبي، وكانت اولى بشائر الاستفتاء البريطاني انخفاض البورصة في ألمانيا بنسبة 10 في المئة. هذا الاستفتاء الذي تمخض عنه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي انقسمت حوله الصحف تماماً كما انقسم حوله الناخبون بين مرحب ومستاء.

الاتحاد الأوروبي الى تفكك

وصفت صحيفة فايننشال تايمز أن أوروبا تواجه خطراً جيوسياسياً في ضوء نتائج الاستفتاء البريطاني. واعتبرت أن “في هذه الخطوة التاريخية صدّ البريطانيون الاتحاد الأوروبي الذي بات في مواجهة مع أكبر تحدٍ وجودي له منذ سقوط جدار برلين” مضيفة أن “أي طلاق سيستغرق وقتاً ليصبح ناجزاً لكنها اللحظة التي كان يخشاها كل القادة الأوروبيين. الاستفتاء القادر ليس فقط على تفكيك الاتحاد بل إعادة تشكيل نظام ما بعد الحرب في الغرب”.

ونقلت الـ” تايمز” عن “نيكولاس بيرنز” السفير الأمريكي السابق لدى الناتو في أعقاب الاستفتاء قوله “إن بريطانيا تعيش أكثر اللحظات حرجاً منذ نهاية الحرب الباردة في ظل العدوان الروسي في أوروبا الشرقية وأزمة اللاجئين والأزمة الاقتصادية والآن خروج بريطانيا من الاتحاد”.

وشددت الصحيفة البريطانية على “أن الكثير من الأمور تعتمد على أمريكا ومدى التزامها مع الاتحاد. في هذا السياق نقلت الصحيفة عن مسؤول بريطاني رفيع المستوى قوله إنه “يشكك بأن تؤدي الكارثة على أوروبا إلى مضاعفة اهتمام واشنطن بالقارة أو ببريطانيا تحديداً إلا إذا أجبرت على ذلك. لكن سيكون هناك تحول في الاهتمام. إذ إن من شأن ذلك تسريع الأمريكيين خطواتهم باتجاه العمل مع الألمان والفرنسيين، معتبراً أنهم “لا يملكون خيارات كثيرة”.

تفكك بريطانيا

أما صحيفة الغارديان فقد عنونت “استيقظنا في بلد مختلف” وبحسب الصحيفة فإن بريطانيا التي كانت قائمة قبل 23 حزيران/ يونيو 2016 لم تعد موجودة.

ونشرت الغارديان “بالنسبة لحملة المغادرة والغالبية التي صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي فإن هذه مناسبة لكي يحتفلوا. فهذا اليوم كما يصرون سيذكر في التاريخ على أنه يوم الاستقلال. لكن بالنسبة للثمانية والأربعين بالمئة الآخرين الذين صوتوا في الاتجاه الآخر فإن بريطانيا تغير بطريقة تجعل القلب يتلوى حرقة”.

وأضافت الصحيفة البريطانية “أنه مما لا شك فيه أن شكل بريطانيا سيتغير لجهة مطلب سكوتلندا الدائم بالانفصال عن المملكة المتحدة. وهو المطلب الذي يتوقع أن يرتفع في أعقاب الاستفتاء من قبل الحزب الوطني الاسكتلندي الذي يرى فيه سبباً كافياً للاستفتاء على الاستقلال بعد استفتاء العام 2014. بيد أن هذه المرة ستكون الغالبية مع الاستقلال”.

وعلى سياق متصل تابعت الصحيفة أنه “ستنسحب على ايرلندا الشمالية التي سترغب في ضوء نتائج الاستفتاء بالوحدة مع ايرلندا الجنوبية، لكن الانقسامات لا تنتهي هنا، حيث تتابع الغارديان “إن لندن اضافة الى مدن مانشستر وليفربول وليدز وبريستول ستود ابتعدت عن بقية المناطق ومقاطعة ويلز باختيار البقاء داخل الاتحاد، فضلاً عن انقسام في أوساط الشعب بين من يظن أن هناك أموراً سيخسرها ومن لا يشعر بذلك، مشيرة إلى أن الانقسام العميق سيشكل هاجساً لدى سياسيي المرحلة المقبلة”.

مصير كاميرون

ديفيد كاميرون الذي كان يؤيد بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي شكل أحد أبرز العناوين الرئيسية في قراءة مرحلة ما بعد الاستفتاء، وتراوحت التحليلات بين من قال إنه سيعلن استقالته من تلقاء نفسه وأخرى ربطت الأمر بضغوط داخل حزبه ستدفع به الى هذا القرار. وبعيداً عن صحة هذه ودقة تلك فإن ما يشبه الاجماع بدا واضحاً في الصحف البريطانية لجهة أن مسيرة كاميرون السياسية وصلت إلى نهايتها.

وفي هذا الصدد عنونت “ديلي تيليغراف” عنواناً “ديفيد كاميرون انتهى..” وتحت هذا العنوان قالت إن “كاميرون حجز لنفسه مكانة في التاريخ على أنه رئيس الوزراء الذي قامر بمكانة بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وبمسيرته وخسر” مشيرة إلى أن السؤال الذي تبقى هو المدة التي سيبقى فيها كاميرون في منصبه وما إذا كان هو من سيقرر بشأن ذلك أم معارضوه في الحزب”.

وفي سياق متصل قالت “ديلي تيليغراف” “إن الحقيقة القاسية أن كاميرون طلب من الشعب أن يثقوا به في هذه القضية ذات الأهمية الكبيرة من أجل مستقبل البلاد لكن الناخبين رفضوا الاصغاء اليه”.

في حين اعتبرت “اندبندنت” “أن انتصار معسكر الخروج يعني أن مقامرة رئيس الوزراء قد فشلت”. وأضافت “إنها نهاية مسيرة ديفيد كاميرون كما تنتهي كل المسيرات السياسية في ضوء الفشل. لقد قامر وخسر”، متوقعة “أن يبقى في منصبه إلى حين انتخاب خلف له”. وترى اندبندنت “أن الرسالة التي وجهها له نواب حزب المحافظين للطلب منه البقاء في منصبه بمعزل عن نتيجة الاستفتاء هي للاستعراض”، لافتة إلى “أن الحزب سيقف خلف زعيمه شرط إقالته في المدى القريب”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق