- وكالة الرأي الدولية - https://www.alrai-iq.com -

أسباب انتخاب الاردن من قبل المشاركين في اجتماعات فيينا لوضع قائمة الجماعات الارهابية في سوريا

في ١٣ نوفمبر ٢٠١٥ اعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف “إن المشاركين في اجتماع فيينا بشأن سوريا، اتفقوا على أن يقوم الأردن بتنسيق جهود وضع قائمة بالجماعات الارهابية في سوريا ” و أضاف لافروف للصحافيين على هامش قمة العشرين في مدينة انطاليا التركية ” سيتم تنسيق العمل على استكمال قائمة (الجماعات) الإرهابية و سيتولى الأردن مهمة التنسيق”، و قد اعتبر الخبراء في حينه ان اختيار الاردن لوضع هذه القائمة يشير الى الدور الذي تلعبه الاستخبارات الاردنية في هذا المجال.

من يراقب الاوضاع في سوريا يدرك ان هناك فرق واضح بين جبهات القتال في جنوبي سوريا و بين شمالها و شرقها، ففي الجنوب هناك وجود قوي للجماعات الارهابية و اعدادهم اكبر من الشمال و الشرق و هذا يرجح كفة هذه الجماعات امام كفة القوات الحكومية السورية في معارك الجنوب، و تشير الاحصائيات الدولية ان هناك عدد متساو من العناصر المتشددة و العناصر العلمانية المنتشرة في المناطق الجنوبية من سوريا، ففي محافظة القنيطرة على سبيل المثال هناك ٤٨ جماعة علمانية و ٣٨ جماعة منشقة عن جبهة النصرة.

ومن بين القضايا الاخرى التي تميز الجنوب السوري عن باقي المناطق هو وجود شبكة واسعة من العشائر التي تسكن هذه المنطقة و التي لها امتدادات في داخل العراق و الاردن فالعشائر تنتشر في جنوب سوريا على بعد ٩٠ كيلومترا من دمشق حتى الحدود الاردنية و منطقة الجولان و القنيطرة و يمكن القول ان هذه المنطقة التي ذكرناها هي معقل للجيش الحر والقوات الاردنية وان اهم عشيرة تنتشر في هذه المنطقة هي عشيرة زوبع التي تعتبر قسما من عشيرة شمر و التي لها وجود و انتشار في العراق حيث يرأس حارث الضاري اعضاء هذه العشيرة في العراق وهو من حلفاء المعارضة العراقية وكان يدعم في السابق جماعة خلق الارهابية في العراق.

وهذه العشائر هي معادية للنظام السوري لكن اهمية ذكر هذه المعلومات هي ان هذه العشائر لها امتدادات في الاردن وتحديدا في محافظة اربد الاردنية وان معظم رجال هذه العشيرة هم منخرطون الان في العمليات العسكرية ضد الجيش السوري.

وهناك قضية اخرى تفتح الباب امام دخول الاردن في القضية السورية وهي قضية اللاجئين السوريين في هذا البلد فاحصائيات الامم المتحدة تشير ان اكثر من ٦٢٠ الف لاجئ سوري قد دخلوا الاراضي الاردنية حتى تاريخ ٢٣ اغسطس ٢٠١٥ وان ٤٩.٥ بالمئة من هؤلاء هم من الرجال وان ٢١.٨ بالمئة منهم هم بين ١٥ سنة و٥٩ سنة ما يعني ان عددهم يبلغ اكثر من ١٣٧ الف شخص قادرين على تلقي التدريبات العسكرية و لذلك يمكن القول ان المعلومات التي نشرت حول قيام القوات الخاصة الامريكية بتدريب ١٠ آلاف عنصر من اللاجئين السوريين في الاردن على الحرب لايبدو امرا مستغربا.

وفي الحقيقة ان النظام القبلي في الاردن يشمل شبكة من العشائر التي لها امتدادات في سوريا و العراق وشبه الجزيرة العربية وحتى فلسطين المحتلة و سيناء المصرية ومن المعلوم ان العشائر الاردنية تعتبر منضوية تحت الاجهزة الامنية الاردنية و تحديدا جهاز المخابرات الاردنية و لها علاقات وثيقة مع الجماعات المسلحة في سوريا و هي تسيطر على اللاجئين السوريين الذين يتدربون الان في الاردن على يد عناصر السي اي ايه.

وقد اعتمدت الجهات التي كانت تدعو لانشاء ما يسمى بالمنطقة الآمنة في جنوبي سوريا قبيل بدء الغارات الروسية على وجود هذه الشبكة العشائرية المعقدة في تلك المناطق، وهكذا يمكن القول ان بامكان الاردن ان تقوم بالتنسيق مع الجماعات المسلحة التي تقاتل النظام السوري بكل سهولة في حال بدء اجراءات وقف اطلاق النار و الدخول في المفاوضات التي تلي ذلك حسب ما نص عليه اجتماعا فيينا ١ وفيينا ٢.
المصدر / الوقت