التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مارس 28, 2024

غيرة الأم من ابنتها.. أسبابها وسبل القضاء عليها 

داخل كل بيت توجد حكايات أسرية كثيرة منها ما هو طبيعي ويحدث في أكثر من أسرة، ومنها ما هو فريد نوعا ما، وبالرغم من ذلك فقد يكون له تداعيات خطيرة، فمثلا من الطبيعي أن تغار الفتاة على ابيها من أمها طالما باتت تلك الغيرة في الثوب المتعارف عليها فيه، وطالما أنها لم تؤثر في علاقة الأم بابنتها أو علاقة الأم بالأب.

ولكن الغريب أن تغار الأم من ابنتها الصغيرة وبشكل مرضي قد تطرح فيه الأمومة جانبا، وقد أثبتت الدراسات أن هناك 18% من الأمهات يغرن من بناتهن وقد تصل هذه الظاهرة إلى مشكلة كبيرة وخطيرة قد تهدد علاقة الأم وبإبنتها بل تهدد كيان الأسرة ككل.

من المسؤول؟
الأب هو المسؤول الأول عن غيرة الأم من ابنتها، فقد يميل الأب إلى الإهتمام بإبنته بطريقة مبالغ فيها، في الحقيقة أن إهتمام الأب بأبنائه أمر مطلوب وحيوي جدا وله دور كبير في تحقيق الترابط الأسري بين أفراد الأسرة الواحدة، وكل أم تفرح بذلك الإهتمام كثيرا، ولكن متى تغار الأم من ابنتها؟

إهمال الأب للأم ولمشاعرها
في كثير من الأحيان يميل الأمر إلى ابنته بشد ويبالغ الإهتمام بها في كل صغيرة وكبيرة وبطريقة ملفتة للجميع، وفي المقابل يبعد الزوج تدريجيا عن الأم ويغفل أهمية الإهتمام بها، فتشعر الأم تلقائيا بالغيرة إذا وقعت ضحية إهمال الأب الذي حصر إهتمامه ومشاعره مع ابنته فقط.

أسباب آخرى
تنشئة الأم منذ الصغر
أرجع علماء علم النفس والإجتماع أن تنشئة الأم النفسية والاجتماعية والأخلاقية والعقلية في مرحلة طفولتها تتدخل بشكل كبير في سلوك الأم تجاه ابنتها، وشعورها بالغيرة نحوها، نتيجة فشلها منذ الصغر في تكوين خصائص وسمات شخصية إيجابية.

ضعف الوازع الديني
أجمع الخبراء على أن ضعف الوازع الديني لدى الأم عامل مؤثر وهام في خلق مشاعر سلبية قد تسيطر على الأم وتحكم سلوكها كحقدها وحسدها لإبنتها جراء ما تنعم به من إهتمام بالغ من الأب وحنان وعطف، لأن للدين دور كبير في تشكيل الأخلاق والسلوك الإجتماعي، وتحقيق التوازن المطلوب لإنجاح العلاقات الإجتماعية.

ما الحل؟
أولا: الأب ثم الأب
إذ عليه أن يحافظ على التوازن والإعتدال ما بين الطرفين، فلا بأس أبدا من إظهار إهتمامه ومشاعر لابنته ولكن لابد وأن يقابله إهتمام بالأم وبمشاعر وإظهار مشاعر الحب لها والعطف عليها وإحتوائها، فالأم أنثى أولا وأخيرا وتحتاج إلى الحب والعطف والإحتواء والإهتمام.

ثانيا: إهتمام الأم بتعاليم الدين ونواهيه
فقد نهت الأديان السماوية عن الحسد والحقد، وطالبت بالرحمة وتقبل الآخر، فعلى كل أم تعرضت لتنشئة قاسية منذ الصغر حرمتها من العطف والحنان أن لا تقبل أن تتعرض ابنتها لمثل هذه التجربة القاسية، بل عليها أن تسعد بإهتمام أبيها بها وغمرها بمشاعر العطف والحنان لتنشأ تنشئة سوية.

ثالثا: الصداقة
أكد علماء الإجتماع على أهميتها في تخفيف حدة التوتر بين الأم، وابنتها، لذلك على الأم أن تحرص على تكوين صداقة بينها وبين ابنتها وأن تزيد من التواصل معها وتحرص عليه لتحظى الأم بإهتمام من الإبنة والعكس، ما يتيح فرصة كبيرة للتصالح النفسي وإختفاء مشاعر الغيرة سواء من الأم تجاه ابنتها أو البنت تجاه أمها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق