التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مارس 28, 2024

إستقالة لیبرمان تضع حکومة نتنیاهو فی مهب الریح 

فجّر وزير خارجية الکیان الإسرائيلي وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، أمس الاثنين قنبلة سياسية من العيار الثقيل، بإعلانه عدم الانضمام إلى حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة معللاً ذلك بأن الائتلاف ليس “قوميا” بما يكفي.

إعلان ليبرمان الذي تزامن مع الجلسة الافتتاحية للكنيست الإسرائيلي، وقبل ٤٨ ساعة من انتهاء المهلة القانونية الثانية لتشكيل الحكومة، فتح باب الصراع السياسي على مصراعيه في تل أبيب خاصةً أن انسحاب “إسرائيل بيتنا” يعيّن على نتنياهو إدارة حكومة يمينیة، تستند فقط إلى غالبية ٦١ نائباً مقابل ٥٩ نائباً .

ليبرمان أكد في مستهل اجتماع لكتلة “إسرائيل بيتنا” التي يرأسها، أنه لن ينضم إلى حكومة “الانتهازيين” برئاسة بنيامين نتنياهو، وسينتقل إلى صفوف المعارضة، وقال: “لقد اخترنا المبادئ وتنازلنا عن الكراسي، فليس من الصائب لنا أن ننضم إلى الائتلاف الحالي، ما رأيناه في الاتفاقيات قادني إلى استنتاج بأن ما سيتشكل ليس حكومة قومية، وإنما حكومة تجسد الانتهازية”.

وتابع وزير خارجية الکیان الإسرائيلي: في يوم الانتخابات قال إن العرب يتحركون بكميات، وبعد يومين من ذلك جاء الاعتذار، قبل الانتخابات جمد أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية وبعدها قام بالدفع”. وأضاف أن الأيديولوجيا الموجهة للائتلاف المتبلور لا تنسجم مع مبادئه، “ففي نهاية الكنيست الـ ١٩ كان الموضوع المركزي في هذا البيت يدور حول قانون القومية، ومن يتذكر أنه كانت لقانون القومية عدة صيغ، وأنه كان الموضوع المركزي الذي كاد يمزق الائتلاف من الداخل. فجأة في الكنيست الـ ٢٠ هذا الموضوع لم يعد مهماً أبداً، ولم يعد يظهر. وبوسعي تقديم عدة نماذج أخرى لكم، مثلاً بند التغلب، فجأة وجدنا أحدهم وضع فيتو عليه”.

وخلص الوزير الإسرائيلي إلى أن “هذا ائتلاف لا يعبر عن مواقف المعسكر القومي، وبالتأكيد فإنه لا يرضينا على أقل تقدير، لذلك قررت الاستقالة من منصبي كوزير للخارجية، وفور انتهاء الاجتماع سأقدم الاستقالة لرئيس الحكومة، ولأعلن أننا لن ننضم للائتلاف”.

صفعة ليبرمان تلتها صفعة أخرى من زعيم “كلنا” موشي كحلون، الذي قال “للأسف، بشرونا بأننا ذاهبون كما يبدو إلى حكومة ٦١ عضو كنيست، لقد قلت ذلك سابقاً وأقولها اليوم أيضاً: حكومة كهذه ليست حكومة جيدة، بالتأكيد في مواجهة التحديات التي تنتظرنا”، وأعلن أنه ينوي الحديث مع نتنياهو من أجل محاولة تغيير تشكيلة الحكومة. كما سارع كحلون بالاتصال بزعيم “المعسكر الصهيوني” اسحق هرتسوغ من دون إعلان تفاصيل.

خطوة ليبرمان الذي لاقى هزيمة قوية في الانتخابات الأخيرة، اعتبرت مفاجأة كبيرة في المجال السياسي، وذلك لأن ليبرمان يُعدّ الحليف الأقوى والأقرب لبنيامين نتنياهو، كما أن تنازله عن الانضمام للحكومة سيفتح المجال للصراع حول منصب وزير الخارجية.

موقف نتنياهو بات حرجاً في المرحلة الراهنة خاصةً أن الوقت المتاح لن يسمح له بإقامة تحالفات جديدة، كما أن العديد من قادة “الليكود” بدأوا يتصارعون بين بعضهم البعض لنيل وزارة الخارجية، أمثال تساحي هنغبي المقرب من نتنياهو، وكذلك يوفال شتاينتس وجلعاد أردان. مع العلم أن هناك اعتقاداً بأن نتنياهو لن يهرع لتسليم وزارة الخارجية إلى أي من قادة “الليكود”، فإما أن يرضخ لطلب رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت الذي قد يطالب بوزارة الخارجية من جديد رغم أنه تنازل عنها لصالح وزارة التربية والتعليم في وقت سابق، وإما سيشغل نتنياهو نفسه منصب وزير الخارجية بالإضافة إلى رئاسته للحكومة.

انسحاب السياسي اليميني المتطرف قد يكبل نتنياهو الذي فاز حزبه الليكود المحافظ بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات التي أجريت في ١٧ مارس آذار، قد يكبله في فترته الرابعة على رأس الحكومة وقد يطلب نتنياهو من حزب الاتحاد الصهيوني المنتمي لتيار يسار الوسط أن ينضم له في حكومة “وحدة وطنية” رغم أن الجانبين استبعدا هذا الاحتمال حتى الآن.

قيادات الليكود اعترفت بصعوبة الوضع، وأكد بعضهم بأنهم كانوا يعتبرون “إسرائيل بيتنا” في جيبهم، ولكن الأمور جاءت خلاف ما كانوا يرون، كذلك ويفهم كثيرون في قيادة الحزب المحافظ أن إعلان ليبرمان أدخل “الليكود” في نفق مظلم، في حين يرى البعض الآخر أن “ائتلاف ٦١ نائباً هو ائتلاف المستحيل، إذ يكفي أن يقرر أوري أرييل وبتسلال سموتريتش من جماعة تكوما التمرد فتسقط الحكومة”.

ليبرمان الذي يمتلك حزبه ثمانية مقاعد في الكنيست الإسرائيلي، يعتبر شخصية سياسية تدمج ما بين المواقف اليمينية المتطرفة وبين المواقف السياسية البراغماتية معتمداً سياسة “ضربة على الحافر وضربة على المسمار”. ليبرمان أسس شعبيته السياسية على اتخاذ مواقف محرّضة ضد المواطنين العرب في الکیان الإسرائيلي، حيث لقّب ممثليهم في الكنيست بلقب “الجواسيس” و”الخونة”، في المقابل يتكلم كثيراً عن مساعي يبذلها للتوصل إلى اتفاق سياسي بين الکیان الإسرائيلي و”جيرانه” أمثال السعودية.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق