التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مارس 28, 2024

آخر المستجدات علی الساحة الیمنیة 

لا يزال المشهد اليمني يحتل صدارة الأحداث ونشرات الأخبار، فبعد مضي ٣٩ یوماً من بدء المعارك التي تشنها القوات السعودية على اليمن، تتوالى المواقف بين المؤيدة والمعارضة، وتكثر التحاليل في هذا الشأن والاحتمالات الواردة، خاصة في ظل الضغوطات التي تتعرض لها السعودية من قبل دول الجوار، بالاضافة الى التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان، والتي تسجل بتقاريرها ابشع المجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني، ناهيك عن بعض الأسلحة المستخدمة والمحرمة دوليا. وبغض النظر عن كافة التحليلات، فإن العدوان لا يزال مستمراً، وأعداد الضحايا من المدنيين الأبرياء والقوات الشعبية المساندة للجيش لا زالت بارتفاع. وفي المقلب الآخر وبالرغم من ضراوة المشهد، إلا أن القوات الشعبية المساندة للجيش لا تزال في حالة تقدم على الصعيد الداخلي، محققة المزيد من الإنجازات وطاردة مجموعات القاعدة المدعومة من قبل التحالف المزعوم.

إنسانيا:

في تصريح صادر عن منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، التابع للأمم المتحدة يوهانس فان دير كلاوف، قال إن الضربات الجوية استهدفت مدارج مطار صنعاء الدولي على مدار الأسبوع الماضي، مما جعلها غير صالحة للاستخدام. وأضاف دير كلاوف بأنه لا يمكن تسيير أي رحلة جوية ما لم يتم إصلاح هذه المدارج، وشدد على ضرورة كف التحالف المزعوم عن استهداف مطار صنعاء الدولي والحفاظ على هذا الشريان الحيوي وعلى جميع المطارات والمرافىء، ليتمكن موظفو الإغاثة من الوصول إلى المناطق المتضررة في اليمن.

وتشير الإحصائيات بحسب الأمم المتحدة بأن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى أكثر من ألف شخص من بينهم حوالي ٥٥١ مدنيا منذ بدء القصف، وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن ١١٥ طفلا من ضمن القتلى الذين سقطوا.

فيما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن الغارات التي تنفذها السعودية على المدنيين في اليمن تعد انتهاكاً للقوانين الإنسانية. يأتي ذلك في الوقت الذي أنهى فیه مجلس الأمن الدولي، مشاورات مغلقة لبحث الأزمة الإنسانية في اليمن. بدوره قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن الدول الغربية رفضت مشروع بيان صحفي قدمته روسيا يطلب وقف النار في اليمن لأسباب إنسانية. ودعت روسيا إلى عقد هذا الاجتماع في محاولة للدفع باتجاه وقف الحرب أو إعلان هدنة إنسانية لتخفيف العبء عن المدنيين.

دولياً:

على صعيد آخر، قالت السنغال إنها سترسل أكثر من ألفي جندي لمساعدة السعودية في حربها على اليمن، مع الإشارة إلی أن السنغال تعد أول دولة غير عربية يشارك جنودها بصورة مباشرة في الصراع في اليمن. وكان الرئيس السنغالي ماكي سال عرض إمكانية دعم بلاده للرياض خلال زيارته التي قام بها للسعودیة الشهر الماضي. والجدير بالذكر أن السنغال كانت قد تلقت في السنوات الماضية الأخيرة كماً هائلاً من المساعدات والدعم من قبل السعودية.

فيما جددت واشنطن دعوتها إلى حوار يمني برعاية أممية وضرورة وجود عملية انتقالية سياسية شاملة تضمن مشاركة جميع الأطراف المعنية في المستقبل. وشددت مساعدة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، ليزا موناكو، في بيان صحفي أمس، على الأهمية التي توليها أمریکا للتحول السريع في اليمن من الوضع الحالي إلى مفاوضات جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.

ميدانياً:  

قصفت المقاتلات السعودية أمس شاحنة في صعدة تحمل قمحاً تابعة لأحد التجار. وكانت السلطات المحلية أعلنت صعدة محافظة منكوبة بعد أن دمر العدوان كل مقومات الحياة فيها. وقال مصدر أمني إن ٣ مواطنين على الأقل أصيبوا، أمس، في ٦ غارات استهدفت أسفل جبل مران، فيما شنت المقاتلات ٤ غارات استهدفت شبكة الاتصالات في جبل العيلا. كما شنت غارتين على معسكر الجمهوري في المدينة وموقع للجيش في جبل الصمع. كما شن العدوان قصفاً صاروخياً استهدف وادي ليه مديرية حيدان.

في الجانب الآخر استولت قوات الجيش اليمني والقوات الشعبية، على أسلحة قامت بإنزالها الطائرات السعودية لمسلحي القاعدة في منطقة جعولة مديرية تبن محافظة لحج. فيما عاودت مقاتلات العدوان قصفها، أمس، على المباني السكنية في المديرية. وأفاد مصدر مسؤول في المحافظة بأن طائرات العدوان السعودي أنزلت، مظلياً، أسلحة ومعدات لمسلحي القاعدة في منطقة جعولة، إلا أن الجيش ولجان أنصار الله استولوا عليها، وتعتبر هذه هي المرة الثالثة التي يستولي فیها الجيش وأنصار الله على الأسلحة. حيث ألقت السعودية، منتصف الشهر الماضي، في منطقة الوهط كميات من الأسلحة مظلياً، وبعد اشتباكات عنيفة مع القاعدة تمكن الجيش من الاستيلاء عليها، وكانت المرة الثانية، الجمعة الماضي، في المنطقة ذاتها.

وكان قد افاد مصدر أمني يمني ان الجيش اليمني واللجان الثورية افشلا ثاني أكبر هجوم بحري للعدوان السعودي على اليمن، واوضح المصدر ان الجيش واللجان الثورية افشلا اكبر هجوم بحري سعودي على مدينة عدن شاركت فيه ٥٠ قطعة بحرية تم تدمير عدد منها وقتل من فيها. واضاف المصدر ان احدى القطع البحرية السعودية قد تم الاستيلاء عليها من قبل اللجان الثورية واسر طاقمها. يشار الى ان هذا الهجوم السعودي الفاشل على مدينة عدن هو الثاني من نوعه خلال الايام الماضية.

إلی ذلك، يأتي التقدم الذي تحققه قوات الجيش اليمني المدعومة من القوات الشعبية، من استعادة السيطرة على مقر الاستخبارات العسكرية وإدارة أمن مديرية القاهرة في مدينة تعز بعد ساعات من اقتحامها والسيطرة عليها من قبل مسلحين يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة. وكان مصدر أمني قد كشف في تصريح له، وجود تجمعات لعناصر القاعدة في مناطق سوق الصميل وجوار مدرسة الشعب وفي عمارة حديثة البناء جوار مدرسة الحمزة، وجوار المستشفى الجمهوري، موضحاً بأن البلاغات المرفوعة للأجهزة الأمنية من أهالي تلك الأحياء أكدوا فيها بأن عناصر القاعدة شوهدوا هناك، وهم يتجولون بأسلحتهم وشعارات التنظيم في تلك الأحياء.

فيما دمرت مقاتلات العدوان السعودي، ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء بصاروخين خلفا حفرتين عميقتين وسط الميدان الذي يحتضن العروض العسكرية والرياضية في المناسبات الوطنية، ويستخدم طيلة العام لمرور السيارات والمركبات. وتسبب القصف السعودي بأضرار كبيرة في الميدان الذي يعد من أهم الشوارع الحيوية في العاصمة، ويربط دار الرئاسة بمطار صنعاء والقيادة العليا للقوات المسلحة وميدان التحرير، حيث أهم المقار الحكومية ومقر البرلمان.

لكن ما تجمع عليه كافة التحليلات، بأن الحرب على اليمن، وبعد مضي ٣٩ يوما على بدءها، لن يكون المخرج منها، إلا بحلول دبلوماسية، وهو الخيار الذي كانت تسعى إليه الكثير من الدول، حتى قبل بدء العدوان نفسه، وإن استمرار الحرب لن يحصد إلا مزيداً من الدمار والخراب والقتل بين المدنيين.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق