التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, مارس 28, 2024

إنهم قلقون .. ولكن ممن؟! 

عبدالرضا الساعدي 
أطرف ما يحصل في المنطقة العربية ، ومن أصحاب التصريحات السياسية لدول بعينها مجاورة لنا ، ولكنها بعيدة كل البعد عنا ، في التقارب والرؤية السياسية والأمنية والإستراتيجية ، وغير ذلك .. أنهم قلقون !
فدولة مثل السعودية قلقة ممن بالضبط؟  طبعا هي ليست قلقة من إسرائيل عدونا الأول والمحتل في المنطقة منذ أكثر من 67 عاما ،ولكنها قلقة من إيران الإسلامية ، التي تمثل القوة الأبرز في المنطقة التي تقف بالضد من إسرائيل والصهيونية العالمية ..
كما ان السعودية ليست قلقة من تدخل داعش في العراق ، وإن ادعت أنها في مواجهتها مع التحالف الدولي ، لكنها قلقة من 
“الامتداد الشيعي في المنطقة، ومن تواجد القيادة الشيعية العراقية في خطوط المواجهة الامامية مع داعش“.!!
هكذا يعبر الأمير “سعود الفيصل” وزير الخارجية السعودي عن قلقه ، مؤخرا ، في جلسة “مجلس الشورى السياسي والأمني السعودي” بحضور قائمقام ولي العهد السعودي. معتبرا ان التحالف الغربي لن يعطي الاذن “للامتداد الشيعي في المنطقة، معربا عن قلقه من تواجد القيادة الشيعية العراقية في خطوط المواجهة الأمامية مع داعش“.
مفارقة ما بعدها مفارقة ..وشرّ البلية ما يضحك ..
فهذه الدولة ينطبق عليها المثل الدارج ( لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل ) .. ما الذي تريده بالضبط ؟
هل ينبغي أن يبقى داعش يصول ويجول من خلال دعمهم المباشر وغير المباشر في المنطقة ، وعلى الدول المعنية بالمواجهة أن ت تفرج _لأسباب طائفية_ بحسب النظرية السعودية التي كانت معظم تحركاتها وتدخلاتها في العراق وسوريا ، بدوافع _ طائفية _ أصلا ، وأخرى بدوافع سياسية واقتصادية معروفة للجميع.
هل هو الحمق السياسي أم التبعية المكشوفة لإسرائيل ودواعشها والتي وصلت حد الفضيحة والعار على جبين بعض الأنظمة المسمى (عربية ) و (إسلامية).
هؤلاء قلقون ، لأن داعش ينهزم يوميا في العراق .. وقد صدمتهم ملاحم تحرير تكريت الأخيرة من رجس الشيطان الرجيم ،داعش الصهيوني ..
قلقون ، لأن العراق يعتمد على إمكانية أبنائه من دون منية أحد ، في تحرير أراضيه ..
قلقون جدا، لأن النصر عراقي ، بعد مراهنات سعودية على هزيمة العراق وتمزيقه وجعله (ضيعات ) تابعة لهم ، ومن ثم فإن مصدر السعادة والارتياح بالنسبة لهم يأتي من انتصار داعش الذي يمثل أداة التقسيم والتخريب والتكفير في المنطقة ، وهو نهج سعودي بامتياز .
لقد حاول العراق كثيرا مد جسور الثقة والتعاون والتقارب بكل مستوياتها مع هذه الدولة وغيرها من الدول (القلقة) ! ، وكان الأولى بها دعم العراق ماديا وعسكريا .. سياسيا وإعلاميا واستراتيجيا لأن الخطر سيشمل الجميع ،
ولكنهم كانوا يجهلون ويتجاهلون كل شيء ، فلا يجيدون سوى زرع العبوات الناسفة والمفخخات التي تنسف كل هذه الجسور الممدودة لهم ، والسبب على ما يبدو : أن القلق مشترك وعميق بين إسرائيل وحلفائها (القلقين) في المنطقة..
إنهم قلقون من أي سلام واستقرار يتحقق بفعل إرادة الشعوب المتحضرة
و المتحررة من تبعية أحد ..
إنهم قلقون من الحالة العراقية الجديدة التي تلوح بالنصر والسلام والاستقرار المنشود.. وسيبقون هكذا حتى يهديهم الله سبحانه فيعودوا إلى جادة الحق والصواب والعقل والضمير الإنساني بمعناه الكبير.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق