التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أبريل 25, 2024

التطرف على حدود آسيا الوسطى: فماذا يجب أن تفعل الحكومات؟ 

  تزايد مستوى التهديدات في مناطق أفغانستان الحدودية مع بلدان آسيا الوسطى، يرتبط بتعزيز تواجد المنظمات الإرهابية الدولية في المناطق الشمالية لهذا البلد. وفيما يتعلق بالأوضاع في المناطق الحدودية بين أفغانستان وطاجيكستان، يشير خبراء القضايا الأمنية إلى تصعيد أنشطة المنظمات الإرهابية والمتطرفة مثل “الحركة الإسلامية في أوزبكستان”، “مجموعة أنصار الله”، “البيعة”، “طالبان” والمجموعات المتألفة من المقاتلين الأجانب مع مزيج من أعضاء “داعش” الإرهابي.

 

 ومن خصائص معظم بلدان آسيا الوسطى هي أن النخبة الحاكمة ونظراً لمصالحها، ليس لديها الاهتمام الكافي لمناقشة التحديات الأمنية للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وأحياناً تقوم بتضخيم “المخاطر” الوهمية بحيث تختفي التهديدات الحقيقية أمامها. بمعني أنه فيما يتعلق بموضوع التهديدات، كان يثار بشكل أكثر قضية تحدي مصالح النخبة الحاكمة من قبل خصومهم السياسيين في الداخل (من خلال العمل السياسي والمشاركة المباشرة في الانتخابات وما إلى ذلك)، وهذا النقاش قد همّش الرأي العام حول قضية التهديدات الفعلية إلي درجة كبيرة.

 

 وفي المنظور القريب والمتوسط ستكون التهديدات الحقيقية لبلدان آسيا الوسطى من جانب الجماعات المتطرفة، ولكن في معظم بلدان هذه المنطقة، نادراً ما يتم الحديث على المستوى الرسمي عن التهديدات الأمنية من قبل المتطرفين. وعادة ما تكتفي الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام بنشر تقارير عن اعتقال أو قمع الميليشيات التابعة للجماعات المتطرفة، وتمتنع عن تقديم تحاليل وتقارير شاملة حول هذا الموضوع.

 

 ويبدو في الوقت الراهن أن مصدر القلق الرئيسي لدول آسيا الوسطى بما في ذلك طاجيكستان، يعود إلي أنشطة طالبان وتنظيم داعش الارهابي. وفي هذا المجال هناك أمران علي درجة كبيرة من الأهمية، وهما:

 

 ١ – العواقب المحتملة للتفاعل أو المنافسة بين طالبان وداعش.

 

 ٢ – ما هي المجموعة التي ستكون القناة الرئيسية لنفوذ داعش في آسيا الوسطى؟

 

 العواقب المحتملة للتفاعل بين طالبان وداعش علي المنطقة من حيث المؤشرات الأيديولوجية، لا يبدو هناك فرق كبير بين طالبان وداعش، لأن هاتين المجموعتين قد تربتا في أحضان “القاعدة”، وتعتبران أنفسهما من التيار السلفي، وتعتقدان أن الجهاد أداة مناسبة لتحقيق عقيدتهما المتمثلة في تشكيل الحكومة القائمة على أساس “الشريعة” وإقامة الخلافة.

 

وفيما يتصل بقضية الخلافة هنالك ثلاثة أمور هامة تهتم بها هذه المجموعات، وهي: القيادة ، الحدود (وجود الأراضي المسيطر عليها لتنفيذ العمليات)، والإدارة المحلية (مستوى الصلاحيات في المناطق والاستقلال). خصوصاً قضية الإدارة المحلية التي لها أهمية كبيرة لدي معظم طالبان المنتمين إلي قبائل البشتون، لأن البشتون يعرفون بأنهم طلاب الحرية ولا يرضخون لسلطة سوي سلطتهم هم.

 

 وينبغي أيضاً أن لا نتجاهل أنه في المناطق الحدودية بين أفغانستان وآسيا الوسطى، هناك عدد كبير من المسلحين ليسوا من طالبان، ولكنهم أعلنوا الولاء لتنظيم داعش الإرهابي. ونقصد بها جماعات مثل حركة أوزبكستان الإسلامية واتحاد الجهاد الإسلامي الأوزبكي ومجموعة أنصار الله. ومن حيث الانتماء العرقي، فهذه المجموعات هي من الأوزبك والطاجيك والقيرغيزيين والقوقازيين واليوغور. لذا سيأخذ داعش بعين الاعتبار عامل الانتماء العرقي لسكان هذه المناطق إلى جانب سائر العوامل، وسيستفيد منه.

 

 ومن هذا المنظور، تبدو المنافسة حتمية بين داعش وطالبان، ولكن ليس من الواضح بعد أن هذه المنافسة ستؤدي إلى المواجهة، أو أن طالبان ستقبل بنفوذ داعش في هذه المناطق. وعلى أي حال فإن الحقيقة هي أن تعزيز مواقع داعش في هذه المناطق، من خلال تزايد وجود الميليشيات مع مزيج من الأعضاء الأجانب بما في ذلك دول الاتحاد السوفياتي السابق، سوف يؤدي إلى انخفاض نفوذ حركة طالبان في هذه المناطق.

 

والمؤسسات الأمنية الأفغانية لا تسيطر إلا علي ٢٠-٣٠ في المائة من معظم هذه المناطق، وبقية المناطق تخضع عملياً لسيطرة المحاربين. وهذه المؤسسات لها مواقع دفاعية في المقام الأول، ولا تحرك ساكناً لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها الميليشيات تقريباً. والمجموعات التي يطلق عليها حركة طالبان في هذه المناطق، عادة ما تتكون من ١٥-٢٠ أو٤٠-٥٠ عضواً كحد أقصى، وهي متشكلة بشكل رئيسي على أساس الانتماء العرقي (الطاجيك والأوزبك واليوغور والشيشان والكازاخ والقيرغيزيين وإلخ).

 

إن جميع الجماعات المتطرفة والإرهابية في أفغانستان، لها علاقات وثيقة بدول المنطقة، وتحظى بدعم مؤيديها، وإذا لزم الأمر ستتحرك في هذه البلدان من خلال عناصرها التي تدين لها بالولاء.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق