التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, مارس 29, 2024

وفد من عشائر الأنبار فی واشنطن..سیاق الزیارة ودلالات التوقیت 

بينما يواجه تنظيم داعش الارهابي هزائمه المتتالية على يد الجيش وقوات الحشد الشعبي في العراق، توجّه وفد عراقي من محافظة الأنبار في زيارة مشبوهة الى واشنطن حيث تم الإجتماع مع عرّاب التقسيم “جو بايدن”، مما يطرح العديد من الأسئلة حول سياق الزيارة ودلالات التوقيت.

الوفد الذي ضم ٣٦ شخصية عراقية من ضمنهم طارق الهاشمي، علي حاتم، ورئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، التقى مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكية، كما تؤكد بعض المصادر لقاءه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقد أجرى الوفد محادثات”مهمة” مع بايدن، على حد وصف أعضائه، محادثات تركزت على الملف الأمني وتسليح للعشائر.  فما هي الأسباب الواقعية لهذه الزيارة “المهمة”؟، ولماذا جاءت في هذا الوقت بالتحديد؟ وهل تندرج في اطار مشروع بايدن لتقسيم العراق؟ ألا يعني تسليح العشائر مقدمة لتقسيم العراق

سياق الزيارة

تأتي زيارة الوفد العراقي “غير الرسمي” الى واشنطن بعد فترة من طرح مشروع بايدن لتقسيم العراق، مشروع يرمي لتقسيم العراق الى ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي، سني، شيعي، كردي، وبالتالي تحقيق ما لم تستطع أمريكا تحقيقه بالقوة العسكرية.

 الزيارة تتزامن أيضاً مع الهزائم المتلاحقة لتنظيم داعش الارهابي على أيادي القوات العراقية، فهل تريد الإدارة الأمريكية استخدام الدعم غير المباشر للتنظيم الارهابي عبر مسمى “العشائر”، بعد كشف عورتها في الدعم العسكري وارسال الأسلحه لداعش عبر الطائرات؟

 أمريكا التي تريد استخدام القبائل كأداة في وجه الحكومة العراقية، ستتمکن فی حال قامت بتسلیح هذه العشائر من إعمال نفوذها بینهم و هذا سیکون السبب في تشکل قوة رابعة إلى جانب الأکراد و الحکومة و داعش في العراق. بمعنى آخر التسليح يعني أن الغرب و حلفاءه العرب في المنطقة و بدل أن یواجهوا حکومة و دولة قویة، فإنهم سیواجهون مجموعة من الدول الصغیرة أو مناطق ملوك الطوائف و في حال لزم الأمر یستطیعون جعل تلك الدویلات الصغیرة تواجه بعضها البعض.

 رفض عراقي

في هذا السياق اعتبر النائب في البرلمان العراقي عن دولة القانون، محمد الصيهود، ان ما تشهده بلاده من احداث امنية الى خطوات بعض الاطراف السياسية هو تنفيذ لمشروع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، القاضي بتقسيم العراق طائفيا، مشيرا الى ان لقاء وفد عشائر الانبار مع بايدن ياتي ضمن ذلك المشروع.

 وأضاف الصيهود: ان كل ما يحدث الان من خطوات واحداث في العراق هو تنفيذ لمشروع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، بداية من دخول تنظيم داعش الارهابي وتسليحه عن طريق الطائرات الاميركية بين الحين والاخر عندما تحدث بالخطأ، ولكن بالواقع هي ليست خطأ بل عمليات مقصودة.

 وتابع قائلاً: ان الخطوات الاخرى هي تسليح داعش وايجادها في المنطقة وايقاف دعم الجيش العراقي من خلال عدم تنفيذ الاتفاق المبرم مع امريكا، جميعها تصب ضمن مشروع بايدن في العراق وتقسيمه على اسس طائفية.

 واعتبر الصيهود، ذهاب الوفد العشائري الى واشنطن انه لا يمثل اهل الانبار ولا يمثل العراقيين، وخطوات هذه الوفد غير ناجحة.

 وعن سعي اميركا لتسليح العشائر والتغافل عن تسليح الجيش العراقي ضمن الاتفاقية الامنية، وما يخفيه هذا التسليح من مؤامرات، اكد الصيهود ان تسليح العشائر من قبل امريكا ياتي ضمن مشروع بايدن، حيث ان امريكا تسلح العشائر من جانب وتسلح تنظيم داعش من جانب اخر، وكانها تضرب عصفورين بحجر واحد، حيث ان استقطاب الارهابيين من شتى انحاء المنطقة هو لابعاد خطر الارهاب عن بلدانهم، فضلا عن ان هذه الاعمال تعد سوق لتصريف اسلحتهم الى داعش والعشائر.

 رغم أن بعض العشائر تريد لنفسها أن تكون أداة بيد الإدارة الأمريكية، لتحقيق بعض المصالح الفئوية من ناحية، وتمرير الدعم الأمريكي الى تنظيم “داعش” الإرهابي من ناحيةٍ آخرى، خاصةً أن الأخير إستقدم ٣٠٠٠ من مقاتليه من سوريا الى مدينة الموصل بعد الهزائم الاخيرة لأن استعادة الموصل تعني نهاية التنظيم الإرهابي في العراق وبالتالي اسقاط المشروع الأمريكي، يسجل للعديد من رؤساء العشائر السنية في العراق مواقف تنم عن الروح الوطنية للشعب العراقي بشكل عام، والعشائر العراقية على وجه الخصوص.

 في الخلاصة، “تقسيم العراق” و”تسليح العشائر” وجهان لعملة واحدة، فبايدن الذي قال”ان العراق يحتاج الى نظام فدرالي  فعال لمعالجة الانقسامات التي تعصف به وامريكا متعهدة لتوفير الدعم من اجل انجاح هذا النموذج في المنطقة”، يدرك جيداً أن تسليح العشائر يصب في المصالح الامريكية ضارباً بعرض الحائط كل العواقب المضرة على العراق، فضلاً عن النتائج الكارثية  لـ”مشروع التقسيم” على العراقيين، وللأسف إن بعض “العراقيين” من الذين يسبحون بحمد أمريكا، يقدمون العراق على طبق من ذهب اليها، ويحاولون إعطائها في السلم ما لم تستطع نيله بالحرب والسلاح! انتهى

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق