التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, أبريل 19, 2024

إحترموا صاحبة الجلالة !! 

بقلم / عبدالرضا الساعدي 
التغيير يبدأ أيضا من سلطة الكلمة والرأي والإعلام عموما .. وتلعب الصحافة دورا كبيرا في عملية التغيير المنشودة ، بوصفها سلطة تتعامل مع الآخرين وفق معادلة ثلاثية أساسية معروفة ، خلاصتها : المرسل _ الرسالة _ المرسل إليه ، وأي خلل في هذه المعادلة ، سيشكل خللا في عملية التوصيل ، وفي عملية الإقناع والتواصل والتأثير .. والعمود الذي ترتكز عليه هذه العلاقة بين المرسل والمرسل إليه ، هي الرسالة طبعا ، فكلما كان المحتوى والمضمون صادقا وحقيقيا ومعبرا عما يجول في نبض الشارع والناس ، كلما كانت فرصة الإقناع وتوصيل الحقيقة مضمونا ومؤثرا ، ويشترط في هذا الأمر ، استقلالية الرأي وحرية الإختيار والشجاعة كذلك .. السلطة الرابعة تأتي في خطورتها وأهميتها بعد ثلاث سلطات أساسية لبناء الدولة ، كما نعرف ، وهي السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والقضاء ، فكلما كانت السلطة الرابعة مستقلة وصاحبة رأي حر ومعبّر حقيقي عن احتياجات الناس ، أخذت دورها الفاعل في المتابعة والتوجيه والرقابة وتسليط الضوء على المناطق المعتمة والبعيدة عن أنظار السلطات الثلاث الأخرى ..
السلطة الرابعة، سلطة نقد بنّاء ، للحكومة والبرلمان والقضاء ، في حالة الإخفاق والتعثر والخلل والتقصير في العمل  ، عندما لاتكون  خاضعة لضغوط من هنا وهناك ، وعندما تكون غير تابعة وغير مجندة لجهة تعمل على وفق أهوائها وأجندتها التي تسير عكس المصالح العامة للبلد ، وعكس مصالح المواطنين بشتى طوائفهم وأديانهم وعقائدهم وقومياتهم .
الكلمة في الصحافة ميزان عقل وضمير وصدق وشرف وكرامة ، وليست ميزانا تجاريا لبعض الدخلاء عليها ، وما أكثرهم اليوم ! .. وحين تصبح الصحافة مهنة الذي لامهنة له ، تختل الكثير من المعايير المهنية والقيمية والاخلاقية .. السلطة الرابعة ليست ميدانا للمكارم والغنائم من هذا المسؤول أو ذاك ، وليست الوقوف على أبواب الإرتزاق والخضوع ومسح الأكتاف والتودد لهذه الجهة وتلك ، لغرض المنافع الشخصية الضيقة ، وما اكثر الأمثلة على ذلك للأسف .
نقول أخيرا لكل أصحاب الكلمة في صحافتنا العراقية .. إحترموا مكانتكم ، ولا تكونوا تابعين ومرتهنين للمنافع الرخيصة ، كي يبقى لسلطتكم الرابعة ،  هيبة الحضور والرسالة والتأثير في عملية التغيير والبناء، ومن أجل المشروع الديمقراطي المتكامل  الذي نحلم به جميعا.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق