التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, أبريل 19, 2024

فقدان بطعم الوحشة والأمل معا 

بقلم / عبدالرضا الساعدي
كل يوم نفقد أخا وعزيزا ومحبّا .. فالأرض تسع شهداءها المتطوعين حبا وإيمانا وإباء.
لكن الحس العاطفي والوجداني ليس عيبا حين نفتقدهم ونستشعر الغياب والفراق والبكاء لأجلهم وبسببهم أيضا..
نتألم ونأسى ونشعر بضيق الحياة أحيانا ، وربما نشعر باليأس ولو لبعض الوقت ، فهم كانوا جزءا من تفاصيل حياتنا ، وحكاياتهم ما تزال تُتلى في ذاكرتنا كأصداء جميلة ، وصورهم ترتسم في أفق مخيلتنا وتهز أوتار الحنين لهم.
فقدان بطعم الوحشة يدفع الأجواء بك إلى غيوم العزلة حينا ، وتقليب أوراق الأمس والغد وما بعدهما ، حينا آخر .. فقدان يضيق بك ويتسع في آن واحد ، وكأن الحزن لوحة البلاد الأزلية ، والنفس مسرح العطاء الدائم لألوانها ، فقدان بحجم الصبر العراقي العميق ، بعمق الجراح وعطر الأمل .. فيا أيها البكاء المكابر والأسى المعلق على غيوم الراحلين إلى مطر الذكريات ، عليك أن تمطر مدرارا لكي تسقي جفاف الأزمنة ، هذه الأزمنة القاسية التي لا تميز الحق من الباطل ، والقبيح من الجميل ، والكريم من البخيل .. إنه الفقدان ذلك الكتاب المفتوح على مصراعيه فتسيل منه روائح الوحشة وعطور التضحية ودموع الكبرياء من أجل البلاد.
فيا أيها الأخ الحبيب الذي فقدته ، عزائي اليوم أن أخوتك الباقين يهدونك اليوم أجر الدماء التي نزفت بفرحة البشرى في (آمرلي ) وخلاص أبنائها من أعدائك الذين قاتلتهم بكل بسالة وكبرياء حد الشهادة والانتصار ..
أفتقدك نعم ، بسعة البلاد وحزنها وجرحها المفتوح نحو أبواب السماء ، وأفتقدك بطعم الأمل الذي لن يخيبني بأن الله معنا والحق والجمال والحاضر والمستقبل.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق