التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أبريل 20, 2024

إنه التخريب بعينه ! 

بقلم / عبدالرضا الساعدي
نعم .. يبدو ثمة أنواع من العقول التي تدعي السياسية والإدارة  لدينا ، بمقاسات وأحجام وأبعاد عجيبة وغريبة ، وهي تثرثر كثيرا عن انتماءاتها  للوطن والوطنية عبر الفضائيات ووسائل الاتصال الإعلامية  الأخرى ، لكنها بلا ترجمة فعلية لما تدعيه .
(سياسيون ) وأشباههم يغردون ، خارج البلاد وداخله أحيانا ، بلغة التهديد (الثوري ) والمسلح مطالبين بالتغيير ، أو بتنفيذ مطالبهم التعجيزية خارج نطاق الدستور والقانون ، إلى الدرجة التي يطالبون فيها بإطلاق سراح بعض من رموز النظام السابق المتهمين بجرائم إبادة جماعية أو بعض ممن حرضوا على الطائفية والانقلاب على شرعية النظام السياسي الديمقراطي في البلد ، وكأنهم يقولون للآخرين ( لو ألعب لو أخرب الملعب ) !!
ليضافوا إلى قائمة السياسيين الذين يرفعون من سقف مطالبهم يوميا ، وليضعوا العصي تحت دواليب العجلة وهي تمضي لتشكيل الحكومة الجديدة القادمة التي يترقبها الجميع .
نعم إنها محاولة أخرى ومستمرة للإطاحة بالعملية السياسية لدوافع وأجندات معروفة لجميع الشعب العراقي الذي يعاني اليوم من تبعات هذا التطرف في السلوك والعقليات التي تغلغلت إلى الميدان السياسي في غفلة من الزمن ، وفي ظل الفوضى العارمة الضاربة أطنابها في السلوك والمنهج ، المنعكسة سلبا على الشارع اليومي.
ولو أفرزنا من هم هؤلاء الذين يريدون العبث والعودة بنا للوراء تحت ذرائع المطالب الشعبية و(الثورية ) للناس ، لرأينا أنهم بلا رصيد شعبي أصلا ، ولا يمثلون فئة أو طائفة يدعونها ، لكنهم يتاجرون ويتلاعبون بالألفاظ ، وربما كانوا أحد الأسباب الرئيسة التي أوصلت الحال إلى ما هو عليه من بؤس وتمزق وخراب حقيقي.
نعم إنهم شلة تنتمي إلى  الماضي البغيض المظلم ، ذلك الذي أذاق الشعب العراقي ، طيلة 35 عاما ، أبشع أنواع التهجير والتقتيل والاعتقالات بحق الشرفاء والطيبين والبسطاء ، عادوا اليوم تحت مظلات سياسية وحزبية أو طائفية مقيتة ، لكي يحرقوا الأخضر واليابس ، وهناك في العملية السياسية من يحتضن أهدافهم المريضة تلك _ للأسف _ ، وهذا هو التخريب بعينه وعلينا الانتباه واليقظة والحذر .. فلم نقدم هذه التضحيات الهائلة لكي يعود الأوغاد ثانية تحت عناوين زائفة .
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق