التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أبريل 18, 2024

حين تخرس الشياطين 

بقلم / عبدالرضا الساعدي 
من هؤلاء الذين يطالبون اليوم الحكومة والجيش بالكف عن قصف المناطق التي غزاها المتخلفون الدواعش .. ولماذا؟
طبعا ، بعض هؤلاء يتحدثون أمام الإعلام المرئي والمسموع والمقروء بنبرة وطنية وإنسانية في مكان ، أو حتى ( ثورية !! ) حين يتناغمون مع إيقاع مؤتمرات الدم والمؤامرات في مكان آخر، فمرة يتحدثون بوصفهم مسؤولين مقومين للحكومة التي يتقاضون منها رواتبهم الضخمة وينعمون بامتيازات لا توازيها سوى امتيازات الملوك والأمراء ، ومرة يتلبسون بأزياء مايسمونهم (الثوار) الذين يريدون تغيير الحال الداخلي بأساليب داعشية ما أنزل الله بها من سلطان ، والنتيجة أن كل هؤلاء وغيرهم من دعاة المسؤولية والإنسانية والوطنية أو (الثورية) ومن خلفهم الملوك والأمراء من المخططين الداعمين لهم ، قد أصابهم الخرس حين ضربت إسرائيل قطاع غزة وحولته إلى مجازر مأساوية ، مع الفارق طبعا بين الحالين .
أين راحت ألسنتهم ؟ وأين هم أولئك منظري القاعات والمؤتمرات التآمرية في دول الجوار من جرائم الاحتلال الإسرائيلي .. تحدث غير العرب وغير المسلمين في العالم البعيد عنا ، ولقد استنكر الكثيرون جرائم إسرائيل في غزة وداعش في العراق ، في آن معا ، إلا هؤلاء الأدعياء الذين طبلوا وزعقوا وملأوا الدنيا ضجيجا لأن الجيش العراقي يريد استعادة أرضه المغتصبة من خلال تنظيفها من جميع الدخلاء الأرجاس .
من يقرأ التاريخ يجد الكثير من هذه النماذج التي تدعي ما لا تملكه أصلا  وتناقضه فعلا وهو الشرف والحق والشعور بالإنسانية والوطنية .. فالجيش هو الشعب الذي تطوع ونذر نفسه لاستعادة كل الأراضي العراقية المدنسة من قبل الإرهابيين الداعشيين ومن يتناغم معهم شكلا ومحتوى .. وطبعا استمرار الدك على رؤوس الغزاة ليس من مصلحة الشياطين المعروفين
في البلد والمنطقة عموما.
جرائم داعش اليوم في الموصل وغيرها من المدن العراقية لا تقل بشاعة وجرما ومأساة عن جرائم إسرائيل ، إن لم تكن أكثر جرما وقبحا  ، فالمقدسات تفجّر والعائلات البريئة  تهجّر دون ذنب والحرمات تنتهك دون وازع أو ضمير ، والمصيبة أن كل ذلك يجري باسم الإسلام والإسلام منهم براء ..
أما المصيبة الأخرى ؛ فتلك الشياطين المصابة بالخرس !
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق