التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أبريل 25, 2024

المنامة والمعالجات الخاطئة!! 

مهدي منصوري

من يتابع  الشأن البحريني ومنذ اندلاع الازمة  فيها ومن قبل اكثر من ثلاث سنوات ينتابه العجب ويثير في نفسه التساؤل الكبير الا وهو: كيف يمكن لحكومة تدعي انها تملك كل هذه الطاقات والخبرات وعلى مختلف المستويات لم تستطع ان تحل مشكلة داخلية، لولا ان هناك امرا ما او قرارا اتخذ في استمرار هذه الازمة وذلك من خلال الممارسات الخاطئة والحمقاء التي لا تصل الى التوصل الى حلها؟،وفي مناقشة للموضوع وبصورة جدية لوجدنا ان حكومة آل خليفة لا تملك ارادتها في حل هذه الازمة، بل وضعت حلها بيد الارادات لبعض دول الجوار البحريني  وخاصة السعودية، والتي تدخلت وبصورة مباشرة في الازمة من خلال ارسال جيشا جرارا الى البحرين مما يعكس انها قد اتخذت اسلوبا وطريقا واحدا لحلها الا وهو القمع وليس غير القمع وقد وجدت الرياض الاستجابة من قبل حكومة آل خليفة التي سلمتها  أمر تنفيذ هذا الموضوع، والذي لايمكن اغفاله او انكاره في هذا المجال ان النظرة الخاطئة للتعامل مع مطالبات الشعب البحريني الحقة والتعامل معها بروح طائفية مقيتة بحيث اغلقت أي مجال للحل لهذه الازمة.

وبنفس الوقت فان الشعب البحريني الذي يرى في أحقية انتفاضته ومطالباتها ولذلك فانه لن يتنازل عن ذلك يوما ما، خاصة وانه قدم في طريق استمرارها وديمومتها الكثير من الضحايا بين شهيد وجريح بالاضافة الى امتلاء السجون من  ابنائه لا لذنب سوى انهم يريدون انتزاع حقوقهم المشروعة والتي اقرها الدستور البحريني.

وكذلك ومن الملاحظات الاخرى والتي صبغت الثورة البحرينية والتي منحتها الاستمرار والنجاح هو سلميتها وعدم انحرافها او انسياقها وراء المخططات التي ارادت منها الحكومة وهو احرافها عن مواضعها من خلال حالات كثيرة مارستها حكومة آل خليفة، وهو الذي فرض نفسه على الرأي العام البحريني والاقليمي والدولي و الذي أخذ بالمنظمات الانسانية والحقوقية الدولية بالدفاع عنهم ومن خلال التقارير التي تصدرها بين الفينة والاخرى.

ومن الواضح ايضا ان حكومة آل خليفة اليوم تعيش حالة من الارباك في قراراتها والتي وصلت الامور الى ان تطيل الرموز الدينية المعروفة والمحترمة ليس فقط لدى الشعب البحريني بل لدى كل المسلمين بالعالم، بحيث وضعت نفسها في مواجهة مباشرة مع الشعوب المسلمة وكان آخرها الهجوم على مقر ممثلية المرجع الاسلامي الكبير  آية الله العظمى السيستاني واخراج ممثله الشيخ النجاتي بقوة السلاح من البلاد رغم كل الدعوات الشعبية البحرينية الرافضة لذلك ، ومن الطبيعي فان هذا الامر سيلقي بظلاله ليس فقط في البحرين بل في كل العالم الاسلامي خاصة وان مثل هذا اللون من السلوك قد كشف زيف ادعاءات  آل خليفة التي تتهم الثوار بانهم جواسيس او ما شابه من الاتهامات الذي لم يعد يصدقها حتى القائمين على الحكم في البحرين. وفي نهاية المطاف لابد من التأكيد ان على الحكومة البحرينية ان تعيد حساباتها من جديد وان تتعامل مع ابناء الشعب البحريني المطالب بحقه بصورة تختلف عن سابقاتها لان اسلوب القمع والتشهير والاعتقال وبعد مرور اكثر من ثلاث سنوات قد بطل مفعوله، ولم يعد له التأثير على استمرار وديمومة الثورة، بل انه أكسبها  وابطالها تأييدا شعبيا وعالميا واقليميا بحيث وضع حكومة آل خليفة اليوم في الزاوية الضيقة الحرجة.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق