التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, أبريل 24, 2024

بندر البداية لتداعيات خطيرة 

قد لا يكون مفاجئا اعلان الرياض الرسمي بعزل  الامير بندر من مهامه كرئيس للاستخبارات العامة بعدما سربت قبل اربعة اشهر اخبار بهذا الخصوص، لكن الملفت في هذا الموضوع ان الرياض قد عنونت بان العزل جاء بطلب من الامير بندر دون ذكر الاسباب  الا ان الاوساط  السعودية تحاول ابراز مرضه الذي لازال يكتنفه الكثير من الغموض هو سبب اعفائه من منصبه، لكن ما يشار اليه  بالبنان ان اخفاقه الشديد في معالجات ملفات لبنان العراق وايران وسوريا بالذات هو سبب عزله عن مهامه التي كلفت الرياض اثمانا باهظة وسببت لها تداعيات خطيرة لازالت تلاحقها.

ورغم كل الذي يقال عن صحة الامير بندر واجراء  عملية جراحية له في اميركا وقضاء دورة نقاهة في المملكة  المغربية  وعودته الى الرياض لا توثقه اية صورة او صوت يدل على ذلك. غير انها ليست المرة الاولى التي يستبعد فيها الامير بندر عن  المراكز التي  يحتلها بسبب تهوره وسياسته الطائشة فقد سبق وان ابعد عام 2008 عن منصبه كأمين عام مجلس الامن الوطني السعودي.

الاقصاء الرسمي للامير بندر الرجل القوي كما يقال عنه في السعودية لم يكن امرا هينا ما لم تكن هناك جهات خارجية تدعم هذا الموضوع  وقد تكشف الايام القادمة خفايا ذلك، لكن ما هو مؤكد ان فشل السياسات  السعودية في اكثر من بلد عربي وهزيمتها بشكل مفضوح يعد احد اسباب هذا الابعاد القسري عن مهامه.

ومنذ  مدة ليست بالقصيرة تشهد المملكة العربية السعودية سلسلة تغييرات هدفها ترسيخ التوريث على العرش في ابناء الملك عبدالله وابعاد ابناء الاخوة السديرين ومنهم الامير بندر عن مراكز القرار  الهامة في المملكة. والاهم من كل ذلك والفريد من نوعه هو تعيين ولي عهد ثان مع وجود ولي عهد حي واحالة ذلك  للاخ غير الشقيق ومن غير السديرين وهو الامير  مقرن بن عبدالعزيز.

وعلى اية حال ربما لم تشهد المملكة السعودية  منذ ان اسسها الملك عبدالعزيز وحتى اليوم فترة حرجة ومعقدة وخطيرة كالتي تشهدها في هذه المرحلة بسبب هرمية السلطة التي باتت  تربك الاوضاع ليس في داخل المملكة وحدها بل حتى في اوساط الجهات والدول المعنية بالشأن السعودي.

وما يؤكد تخبط  المملكة السعودية  فيما تعلنه من قرارات هو ما نشره موقع Grand stratagg الاميركي حيث نفى جملة وتفصيلا ان قدم الامير  بندر استقالته وان مرضه لا اساس له من الصحة.

غير ان الموقع الاميركي المذكور ذهب الى ابعد  من ذلك ليكشف بان الولايات المتحدة الاميركية هي من كانت وراء اقصاء الامير بندر من مهامه.

واضاف الموقع المذكور: لولا التزام الرياض  بعزل الامير بندر من مهامه لما تمت زيارة الرئيس  اوباما الى السعودية مؤخرا لان واشنطن اشترطت على الرياض بان الرئيس اوباما لم يزرها الا بتنفيذ ذلك.

واذا ما تركنا كل الاحتمالات والتكهنات والوقائع  الموجودة على الارض  جانبا فان ما هو مسلم به بان المملكة السعودية تبحث اليوم عن مخرج لازماتها التي طالتها نتيجة لانتهاجها سياسات عنفية وغير عقلانية كلفها الكثير من الاثمان وقد تكون البداية  بالامير بندر وسيأتي الدور  على بقية المتعنتين في المملكة الذين حملوها اكثر من طاقاتها ودورها ونفوذها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق