التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أبريل 25, 2024

ثمرة صمود الثورة البحرينية !! 

الانتفاضة البحرينية وهي على اعتاب دخولها السنة الثالثة لازالت محتفظة بسلميتها ولم تنزلق الى المواجهة المسلحة رغم كل الاساليب القمعية الهمجية التي مارستها الحكومة البحرينية ضد ابناء هذه الانتفاضة والتي تنوعت اشكالها بين الاعتقال والتعذيب واستخدام القوة بشكل مفرط والذي ازهقت فيه الارواح البريئة من ابناء الشعب البحريني من دون ذنب سوى انهم يطالبون بحقوقهم المشروعة والتي ضمنها لهم الدستور.

وقد تنادت الكثير من الدول والمنظمات الحقوقية والانسانية بدعوة الحكومة الخليفية بالتوقف عن استخدام هذا الاسلوب الهمجي والذي لايفضي الى نتيجة تذكر خاصة وان ابناء الشعب البحريني قد عقدوا العزم على الاستمرار في الاحتجاجات السلمية حتى تحقيق مطالبهم المشروعة،  الا انها اغمضت عينيها واصمت اذنيها عن سماع هذه النداءات مدفوعة بحقد طائفي دفين وارضاء لبعض الدول التي ساهمت وبشكل مباشر في دعمها لقمع الاحتجاجات .

وبنفس الوقت حاولت المعارضة البحرينية ثني الحكومة الخليفية من الاستمرار في جرائمها  والتي اثبتت التجربة انها لايمكن ان تثني الثوارمن الاستمرار باحتجاجاتهم المشروعة بل تزيدهم اصرارا اكبر للبقاء مستمرين حتى تحقيق اهدافهم المشروعة.

وقد تمكن الثوار ورغم كل ماتلقوه من مصاعب ومعاناة وتضحيات جسيمة من أن يضبطوا سلمية مسيرتهم بحيث اثارت اعجاب كل المتابعين للشأن البحريني مما فرضت نفسها على الكثير من الدول والمنظمات للوقوف معها .

وقد فرض هذا الحراك الشعبي السلمي والحضاري نفسه على الواقع الذي سبب المزيد من الفضائح للنظام واسياده مما اضطر بالامس ان يحتويها ويوعز الى ولي عهد البحرين بتوجيه دعوة لقوى المعارضة لتدارس سبل ايجاد حوار جاد ينتج صيغة سياسية جديدة تشكل حلا شاملا ودائما يحقق تطلعات جميع البحرينيين نحو الحرية والمساواة والعدالة والتحول الديمقراطي، وفقاً للقيم والمثل الانسانية المستقرة في الدول الديمقراطية المتقدمة ويحقق تحولا صادقا نحو الملكية الدستورية الديمقراطية على غرار الديمقراطيات العريقة.

ومن هنا يمكن القول ان هذه المبادرة رغم كونها خطوة ايجابية الا انها جاءت متأخرة جدا وكان لابد لها ان تتم قبل هذا التأريخ بكثير وقبل ان تصل فيها الامور الى ماوصلت اليه وقبل ان تزهق دماء ابناء البحرين وتهدم دورهم ومساجدهم ويزجون في السجون وغيرها من الممارسات اللاانسانية ، ولكن وعلى الرغم من ذلك فاننا نتمنى ان يكون هذا اللقاء بادرة خير تستطيع فيه الحكومة ان تعطي من نفسها وتطأطأ راسها لشعبها وان تكون صادقة في توجهاتها وجدية خطواتها اللاحقة لكي تجنب البلاد مزيدا من التدهور في ظل الاوضاع القلقة التي تعيشها المنطقة  والعالم اليوم.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق